نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 203
إنهاء الموزون ، وأن ذلك الوزن لابد فيه من القصد والعمد . واشترطوا ذلك لأنهم قالوا : إنه لو لم نشترطه لكان كل لافظ في الدنيا شاعرا ، إذ ما من لافظ - إن تتبعه - إلا وجدت في ألفاظه ما يكون على الوزن . أو ما ترى إذا قيل لباذنجاني : بكم تبيع ألف باذنجانة ؟ فقال : أبيعها بعشر عدليات . كيف تجد القولين على الوزن ؟ وإذا قيل لنجار : هل تم ذاك الكرسي ؟ فقال : نعم ، فرغنا منه يوم الجمعة . كيف نجد ذلك على الأوزان ؟ وعلى هذا إذا قيل لجماعة : من جاءكم يوم الأحد ؟ فقالوا : زيد بن عمرو بن أسد . وقالوا : إن تسمية كل لافظ شاعرا مما لا يرتكبه عاقل عنده إنصاف ، فلذا قيد اللفظ الموزون بأن يكون ذلك عن قصد وعمد . فمن هنا تعرف الجواب عما جاء في القرآن الكريم من الألفاظ الموزونة ، فإن القرآن الكريم نظرا إلى أنه بلغ من البلاغة أعلاها ، ومن الفصاحة منتهاها ، ومن الانسجام والانتظام وسهولة اللفظ وسلاسة العبارة بلغ الحد الأعلى من الاعجاز ، ومن أجل ذلك يوجد فيه ما يكون على وزن الشعر ، فإنه من مقتضيات هذا الانسجام والسهولة ، ومن لوازم الرقة والسلاسة . ومن هنا يتفرع الجواب عما جاء في كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) مما هو على صورة الشعر الموزون ، مثل قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب " [1] والأمر مرن سيال لا في كل ما جاء على هذا المنوال ، ولو أننا استقرأنا - ولو بعض الاستقراء - منثور كلام العرب ، لوجدنا من ذلك الشئ الكثير .
[1] مسند أحمد بن حنبل : 4 / 280 و 281 و 289 ، صحيح البخاري : 3 / 220 و 233 ، سنن الترمذي : 3 / 117 ذيل ح 1738 ، ، مصنف ابن أبي شيبة : 6 / 181 ح 66 ، مجمع الزوائد : 8 / 218 .
203
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 203