نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 190
للحركة الأينية في الدوران على الشمس بعد أن خلق الشمس في جملة السماوات وأودع فيها القوة الجاذبية ، فيكون قوله تعالى : * ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) * حالا من الضمير البارز في * ( دحاها ) * كما أنه يكون على المعنى الأول بدلا من قوله تعالى : * ( دحاها ) * . فيكون حاصل الآيات السابقة : هو أن الله جلت قدرته خلق الأرض وأنشأها في يومين ، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات في يومين ، وخلق الأرض وجعل فيها رواسي وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام تامة العدد وإن كانت مفصولة بوقوع خلق السماوات بين خلق الأرض وبين البركة فيها وتقدير أقواتها . ومما يرشد من نفس الآيات إلى أن يومي خلق الأرض مفصولان عن يومي البركة فيها وتقدير أقواتها هو قوله تعالى : * ( سواء للسائلين ) * أي أربعة تامة العدد فيما يتعلق بالأرض وإن كانت مفصولة بخلق السماوات ، كقوله تعالى في سورة البقرة : * ( ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ) * [1] أي كاملة في العدد وإن كانت مفصولة بمدة الرجوع إلى الوطن . ثم إنه ( قدس سره ) بعد أن ختم كلامه سجل اعتراضا وجوابا هذا نصه : فإن قلت : فلماذا لم يجر البيان على نسق التكوين والتقدير ؟ قلت : ليجري البيان والامتنان في النظام الأرضي في تكوينها وتقدير أقواتها مطردا في نسق واحد وينتظم فيه التقدير بأربعة أيام ، فإنه لا يخفى أن أذهان عامة البشر أقرب إلى الالتفات إلى تأثير النعم الأرضية في قوام حياتهم وقرار تعيشهم ، وأما النعم السماوية فلا يلتفت إلى حقيقة مداخلها في ذلك بما لها من