نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 182
عليها وإن كان لها أثر في الإعراب ، بمعنى أنها تكون عاملا من عوامل الإعراب تؤثر أثرها في الكلمات ، وذلك ك : من ، والباء الجارتين إذا وقعتا في حيز النفي والاستفهام . وقسم منها لا هذا ولا ذاك وذلك كزيادة " كان " المتوسطة بين فعل التعجب وأداته ، مثل قولك : ما كان أحسن هذا الصباح . فحيث تعرف هذا فلتعرف أن النوع الأول ليس بزائد في الحقيقة لتوقف أصل المعنى المقصود عليه ، والثاني والثالث وإن كانا زائدين على المعنى إلا أنهما غير زائدين بالنظر إلى الخصوصية الكلامية الزائدة على أصل المراد ، والكلام إنما يفضل ، والمتكلمون إنما يتفاضلون في تلك الخصوصيات والنكات الزائدة على أصل المراد ، فما استعملها العرب إلا لأمر تراه العرب - بما وهبوا من حسن الذوق ولطف القريحة - لا يتأتى إلا على هذا النحو من الاستعمال ، فمن هنا ترى أنه لا زيادة في الحقيقة في استعمال هذه الأنواع جميعا في الكلام ، فلا يضر كرامة القرآن الكريم اشتماله على هذه الكلمات لاشتمالها على تلك الخصوصيات وتحملها تلك النكات . نعم ، هناك كلمات وهم الواهمون أنها زائدة ، وليست هي بزائدة ، ك " لا " في مثل الآية الكريمة السابقة ، واعلم أن الأقوال في هذه الكلمة ثلاثة : الأول : أن " لا " في مثل هذا زائدة . والثاني : بأنها نافية ، ومدخولها شئ محذوف تقديره : " لا يكون هذا " ويكون إشارة إلى نفي شئ سبق الكلام عليه ، وكل من هذين القولين تنزه عنها كرامة القرآن الكريم ، فإنها إما زيادة بلا سبب ، أو حذف محتاج إلى التقدير .
182
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 182