نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 162
بما في محله صحيح . أما إذا جعلت كناية عن الإله العزيز الحكيم فلا وجه لهذا التعبير ، اللهم إلا أن نقول - كما قيل - : إن " ما " و " من " الموصولتين قد يتعاقبان في التعبير ، وعلى كل حال فالأمر واضح كل الوضوح . وهكذا الحال في سورة " الرحمن " ، وهكذا يكون الكلام في التكرير الواقع في تلك السورة فإنه تكرار قصد به التقرير بالنعم المختلفة المعدودة ، فكلما ذكر نعمة أنعم بها على العباد قرر عليها ووبخ التكذيب بها ، كما يقول الرجل لغيره : ألم أحسن إليك بأن خولتك الأموال ؟ ألم أحسن إليك بأن خلصتك من المكاره ؟ ألم أحسن إليك بأن دفعت عنك الكروب ، فكأن التكرار وقع لاختلاف ما يقرر به المخاطب من النعم المختلفة . وإن قال قائل : إن هذا التكرار وقع بعدما هو غير معدود من النعم مثل قوله تعالى : * ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) * [1] وقوله تعالى : * ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن ) * [2] فالجواب هو أن يقال - وقد قيل - : هو أن فعل العقاب وإن لم يكن نعمة ، فذكره ووصفه والإنذار به من أكبر النعم ، لأن في ذلك زجرا عما يستحق به العقاب ، وبعثا على ما يستحق به الثواب ، فإنما أشار تعالى بقوله سبحانه : * ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) * [3] بعد ذكر جهنم والعذاب فيها إلى الإنعام بذكرها ووصفها والإنذار بعقابها وهذه النعمة من النعم فإن النعمة كما تكون بجلب المصلحة كذلك تكون بدرء المفسدة . ثم نقول عودا على بدء : إن التكرار عند العرب معنى يتنافس عليه
[1] سوره الرحمن : 35 . [2] سورة الرحمن : 43 - 44 . [3] سورة الرحمن : 13 و 16 و 18 و . . . .
162
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 162