responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 161


ومن هذا الباب وعلى هذه الوتيرة جاء التكرار في بعض آيات الكتاب الكريم ، فإن في التكرار روعة على النفس ، وهيمنة على القلب ، وتأثيرا على المشاعر ، ووقعا على الأسماع ، لا يعرفه إلا المتعمقون في فنون البلاغة ، وجاس خلال من كلام البلغاء ، وكم وكم تنافس في ذلك المتنافسون ، على أننا نستطيع أن نقول - وما ذلك القول ببعيد - : إن قسما من التكرار الواقع في القرآن الكريم لو أعطي النظر حقه فيه لم يكن من التكرار في شئ ، فإن التكرار في سورة الجحد * ( قل يا أيها الكافرون ) * لم يكن محض تكرار إذا عرفنا سبب نزول تلك السورة ، وأنها نزلت جوابا للمقترحين على النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يعبد آلهتهم زمنا ما ويعبدوا إلهه طيلة ذلك الزمن ، وقد كان ذلك الاقتراح في نوبات متعددة ، وحددوا له في ذلك أزمنة تختلف ، فكان لكل نوبة جواب على اختلاف تلك الأزمنة المحدودة .
هذا إذا قلنا : إن ما في قوله تعالى : * ( لا أعبد ما تعبدون ) * [1] وفي * ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) * [2] هي في كل الآيات المتكررة موصولة :
أما لو قلنا : إن ما هي في بعض الآيات موصولة وفي بعضها مصدرية ، فاختلاف المعنى في الآيات المتكررة يظهر بكل وضوح ، فكأنه تعالى يقول في آية :
لا أعبد آلهتكم التي تعبدونها وهي الأصنام المنحوتة ، ولا أنتم عابدون الإله الذي أعبده وهو الإله العزيز القدير المتحلي بكل صفات الكمال والجلال . ويقول في آية أخرى : ولا أنا عابد العبادة التي تعبدونها في المستقبل ، ولا أنتم عابدون ما أعبد وهي عبادة الله موحدا له لا أعبد إلا إياه ولا أرى إلها سواه ، لكن في هذا الجواب إن هذا إنما يتم فيما إذا جعل الموصول كناية عن الأصنام وهي غير عاقلة ، فالتعبير عنها



[1] سورة الكافرون : 2 .
[2] سوره الكافرون : 3 و 5 .

161

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست