نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 146
التوفي بمعنى الموت ، كما نراه في قوله تعالى : * ( حتى يتوفاهن الموت ) * [1] فأي ذوق سليم يسمح أن يحمل التوفي على الموت في هذه الآية ؟ وأي معنى يكون في الآية إذا قلنا : حتى يمتهن الموت ، ثم اعطف على ذلك قوله تعالى : * ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) * [2] فأي استقامة للآية تبقى لو قيل : إن معناها : الله يميت الأنفس حين موتها ؟ وكيف يستقيم أن يقال : إن التي لم تمت يميتها في منامها ؟ ونقول بتوضيح آخر : إنه يقال : إن جعلت التي لم تمت معطوفا على الأنفس لم تستطع أن تجعل " يتوفى " بمعنى " يميت " لما عرفت ، وإن قلت : إن التوفي بالمنام إماتة مجازية لزم استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي والمجازي في آن واحد ، وهو باطل عند المحققين ، وإن قدرت لفظ يتوفى ويكون " التي لم تمت " مفعولا لهذا اللفظ المحذوف المدلول بلفظ التوفي المذكور ، قلنا لك : إن اللفظ إنما يدل على لفظ آخر إذا كان بمعناه . وحيث ظهر لك أن المعنى مختلف ، فلا دلالة هناك ، فلا حذف هناك . وهناك أراك قد تجلت لك حقيقة الحال ، وتبين لك الوجه الصحيح ، وأن الآية الكريمة في سياج متين ، وقرار مكين من تطرق أوهام المتوهمين . وقد وقع مثل هذا الاضطراب في آية أخرى هي قوله تعالى : * ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) * [3] اتخذ المغرضون الأفاكون جهلهم بمواقع الاستعمالات العربية
[1] سورة النساء : 15 . [2] سورة الزمر : 42 . [3] سورة النجم : 9 .
146
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 146