نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 142
وأجابوا عن قوله تعالى : * ( قرآنا عربيا ) * بأن الكلمات اليسيرة من غير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا ، وعن قوله تعالى : * ( أعجمي وعربي ) * بأن المعنى من السياق : أكلام أعجمي ومخاطب عربي . وذهب آخرون إلى أن القول بوقوع اللفظ العجمي في القرآن على حالة يستعملها العجم ، لا وجه له فإنه مستلزم لكون القرآن مركبا من لغتي العرب والعجم ، وهو باطل ، وهكذا القول بأن الألفاظ المختلف فيها عربية صرفة ، كيف وفيه لفظ " إبراهيم " وقد اتفق النحاة على منع صرفه بالعلمية والعجمة ، وفيه لفظ " أباريق " وهو جمع إبريق بمعنى آب ريز ، اسم لظرف يصب فيه الماء ، وقد حكى كثير من اللغويين أنه فارسي معرب ، وفيه لفظ : " استبرق " وهو الديباج الغليظ يقال له بالفارسية : " ستبر " ، وهكذا قيل في قوله تعالى : * ( طه ) * أنه كقولك : " يا محمد " بلسان الحبشية ، أو معناه : " يا رجل " بالنبطية . ومن هذا النوع شئ كثير ، وقد ذكرها السيوطي في كتاب المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب - حسبما نقله عنه بعض العلماء - فالذي يراه هذا القائل هو أن المعرب واقع في القرآن ولا مانع منه ، لأنه عربي الاستعمال لاستعمال العرب هذه الألفاظ على نحو استعمالهم للألفاظ العربية . وملخص القول في المسألة : أن القرآن عربي بكل معنى الكلمة ، وهذا الذي ذكرناه أصل له فروع ، ذلك أن للغة العربية قوانين وأنظمة جروا عليها هي من ميزات اللغة العربية خاصة ، وحيث إن اللغة العربية منقسمة إلى كلمة وكلام ، والكلمة لها حيثيات ثلاث : حيثية المادة وهي التي يتألف منها جوهر الكلمة . وحيثية الهيئة وهي الصورة الخاصة التي تلحق الكلمة بلحاظ بنيتها ومن صيغتها باعتبار حركاتها الخاصة .
142
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 142