نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 177
معبودا مع الله ، ومع هذا كيف يصح التعبير بغير الفعل الماضي ، لو تأمل المنصفون ؟ ومن ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران ، وهي قوله تعالى : * ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) * [1] . ووجه الاشكال في الآية الشريفة من وجهتين : إحداهما : أنه قال تعالى : * ( خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) * فنراه تعالى عطف قوله : * ( ثم قال له كن ) * على * ( خلقه ) * بثم المفيدة للترتيب والتراخي ، فيدل على أن كونه بعد خلقه بمهلة وترتيب قضاء لحق العطف بهذه الأداة ، فيقتضي حينذاك أن يكون خلق آدم متقدما على قول الله : * ( كن فيكون ) * وذلك باطل ، لأن خلق آدم هو نتيجة هذه الإرادة المعبر عنها ب " كن " فهو متأخر عنها تأخر المسببات عن الأسباب . ثانيتهما : أن مقتضى التعبير - حسب ما يتطلبه السياق - هو أن يقول : كن فكان ، لأنه حكاية عن حالة ماضية فكيف قال : كن فيكون ؟ أجيب عن الأول بوجوه : أحدها : أن الحق هو التقدير والتسوية ، ويرجع معناه إلى علم الله تعالى بكيفية وقوعه وإرادته لإيقاعه على الوجه المخصوص ، وكل ذلك متقدم على وجود آدم ( عليه السلام ) تقديما من الأزل إلى الأبد . وأما قوله تعالى : * ( كن ) * فهو عبارة عن إدخال في الوجود ، فيثبت أن خلق آدم متقدم على قوله : * ( كن ) * . ثانيها : أنه تعالى خلقه من الطين ثم قال له : كن ، يعني أحياه ، كما قال تعالى :