نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 178
* ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) * [1] واعترض على هذا بأن الضمير في قوله : * ( خلقه ) * راجع إلى آدم ، وحين كان آدم ترابا لم يكن آدم ( عليه السلام ) موجودا . وأجيب عن ذلك : بأنه كان موجودا ، والذي وجد بعد ذلك حياته وليست الحياة نفس آدم ، وضعف هذا الجواب : بأن آدم ( عليه السلام ) ليس هو عبارة عن مجرد الأجسام المشكلة بالشكل المخصوص ، بل هو عبارة عن هوية أخرى مخصوصة ، وهي إما المزاج المعتدل أو النفس . وأجيب عن ذلك : بأنه لما كان هذا الهيكل بحيث سيصير آدم عن قريب ، سماه تسمية لما سيقع باسم الواقع . وثالثها : أن قوله تعالى : * ( ثم قال له كن فيكون ) * يفيد تراخي هذا الخبر عن ذلك الخبر ، فكأنه قال تعالى : أنا أخبركم بأنه خلقه من تراب ، أي يصيره خلقا سويا ، ثم إنه يخبركم بأني خلقته ، بأن قلت له : * ( كن ) * فيكون التراخي - على هذا الجواب - بين الإخبارين عن هذين الفعلين ، لا بين نفس الفعلين ، وكل واحد من هذه الوجوه هو محل مناقشة : أما الأول : فهو أن جعل الخلق بمعنى التقدير والتسوية ، أو بمعنى علم الله تعالى بكيفية إيقاع المخلوق ، شئ خلاف المتبادر من لفظ الخلق ، فما هو إلا استعمال على سبيل المجاز ، فأين القرينة الشاهدة لهذا المجاز ؟ وأين العلامة المصححة لهذا الاستعمال ؟ وأما الثاني : فقد عرفت اعتراض المعترض عليه ، وليس ذلك الجواب برافع شيئا من ذلك الاعتراض قدر نقير .