نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 176
واها لريا ثم واها واها * هي المنى لو أننا نلناها يا ليت عيناها لنا وفاها * وموضع الخلخال من رجلاها بثمن نعطي به أباها * إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها وليس هناك مانع من أن ينزل القرآن على لغة قوم دون آخرين فلم يخرج بها عن اللغة العربية . ومن ذلك ما وقع الغلط والشطط في فهمه من قوله تعالى في سورة البقرة ، وهي قوله تعالى : * ( فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ) * [1] . ووجه الوهم فيه : أن مقتضى القاعدة أن يقول : فيتوب عليكم ، لأن نسق العبارة يقتضيه ، وذلك لأن الآية هكذا : * ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ) * . والجواب عن ذلك واضح كل الوضوح لو أعطى الانسان نفسه نظرة التأمل والإمعان ، وذلك : أن الخطاب - حسب دلالة الآيات - لبني إسرائيل الذين كانوا في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا في زمن موسى ( عليه السلام ) ، والمقام مقام تسجيل نعم الله تعالى السابقة عليهم ومقابلتهم لها بالكفر والامتهان ، ومن جملة النعم السالفة هو توبة الله تعالى عليهم بعد أن تابوا وقتلوا أنفسهم توبة لله وتكفيرا عن خطيئة اتخاذهم العجل