نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 171
وأما الخامس - وهو أنه أفرد في موضوع وجمع في آخر - : فجوابه : أن من لفظه لفظ الوحدة ومعناه معنى الجمع فما أتى مفردا جرى على اللفظ ، وما أتى جمعا جرى على المعنى ، وكلاهما عربي مطرد الاستعمال . ومن ذلك ما وقع من الخلط والخبط في فهمه ما وقع في سورة المنافقين وهي قوله تعالى : * ( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ) * [1] . ووجه الاعتراض في هذه الآية الكريمة أن يقال - وقد قيل - : إنه كيف عطف * ( أكن ) * - وهو مجزوم - على أصدق - وهو منصوب - ، والاتفاق بين حركات المعطوف والمعطوف عليه شئ لا يقبل النقاش . ونجيب عنه : أولا : إن هذه الآية قرئت بنصب أكون ، فعلى هذه القراءة لا جدال ولا نقاش . ثانيا : إنه بناء على قراءة الجزم هو أن عطف الفعل المجزوم على الفعل المنصوب إذا كان محل ذلك الفعل المنصوب هو الجزم لكونه في المعنى واقعا موقع الجواب للشرط الموجود ، شئ وارد بكثرة عند العرب ، وله شواهد في الاستعمال ، ومن هذا الباب قول خارجة بن الحجاج الأيادي : قابلوني بليتكم لعلي * أصالحكم وأستدرج نويا وفي هذا كفاية لمن يقنع بالبراهين . واعلم أن النحاة ذكروا أن من أنواع العطف نوعا يسمى عندهم بالعطف