responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 98


تفسير القرآن قليلا جدا ، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم ، وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر . ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد : عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها ، ولهذا قال الثوري : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ، ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم ، وكذلك الإمام أحمد وغيره من صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره ، والمقصود أن التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة ، وإن كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال " [1] .
وأنك ترى مما يخال أننا بلغنا حدود الإسهاب بنقله من أقوال العلماء والمفسرين ، أن علماء المسلمين لم يلقوا الحبل على الغارب في تفسير كتابهم المجيد ، ولم يفسروا آية بمحض الرأي والهوي ، ولا أهملوا التدبر فيه ، ولا أخذوا بقول من أخذوا فيه إلا من اطمأنوا إلى عدالته ووثقوا بصحة نقله ، كما أنهم لم يحجروا على العقول استنباط ما يمكن استنباطه مما لا يخرج عن مبني الكتاب العزيز ومعناه ولا يخالف سنن اللغة ، ولم يسكتوا عن تخريج المجروح وتعديل العدل ، ولا قبلوا إسرائيليات كعب الأحبار وأضرابه ، وما إلى ذلك مما نعاه عليهم صاحب التوضيح ، وهل من الاحتياط للدين والوصول إلى اليقين أو ما يقرب من اليقين أن يضرب عرض الحائط برواية العدل عمن عاصر التنزيل وصحب من نزل به عليه ، جبريل ، وهو بعد في جدة الإسلام وفي الزمن الذي لم تمتد به يد الانقسام ، وهو من أهل اللسان الذي تنزل به البيان ، وهو جد واقف على أسباب النزول ، وعازف بما تلقاه من الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بيان مجمله ومعرفة محكم آية ، ومتشابهه ، وخاصه ، وعامه ، وناسخه ، ومنسوخه ، وفحوى خطابه ولحنه ، وما إلى ذلك مما تراه واضحا من مضامين ما نقلناه من كلمات أئمة



[1] الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، ط . بيروت ، دار المعرفة ، ج 1 ، ص 81 .

98

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست