ففي سنة 1307 ه = 1889 تأسست في النبطية جمعية باسم " لجنة المعارف " كان المترجم له وزميله الشيخ أحمد رضا من أعضائها ، مع أن عمر كل منهما لم يتجاوز السنة السابعة عشرة في الوقت الذي كان فيه باقي أعضائها في سن الكهولة ، وقد أسست " مدرسة المعارف " وعملت تحت رعاية قائمقام صيدا - بصفتها الأهلية - على جمع التبرعات من المحسنين لتأسيس عقار ذي ريع يكفل دوام المدرسة ، ووفقت تلك اللجنة لشراء عقارات مبنية في النبطية ، وأنشأت عقارات أخرى على نفقتها ، ولكن عمر تلك اللجنة والمدرسة لم يطل أكثر من سنة ونصف ، حيث انتزعت الحكومة الحميدية تلك الأملاك وألحقتها بأملاك الدولة ، وألغت اللجنة في سنة 1310 ه = 1892 م فاستولى الخراب على تلك الأملاك ، ودام ذلك إلى سنة 3126 ه = 1908 م ، حيث أعلن الدستور ، فرأى المترجم له وزملاؤه وأفاضل المدينة أنه قد آن الأوان لرد المغصوب إلى أهله ، فتقدم الظاهر ورضا وجابر بطلب إلى السيد توفيق الميداني حاكم النبطية ومدير المنطقة يطلبون فيه إعانتهم على ذلك ، فأجابهم بحمية صادقة وعزيمة مشكورة ، وتألفت اللجنة من جديد باسم " جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية " بالنبطية ، ووضعت يدها على تلك العقارات بمساعدة المدير ، فرممت ما تهدم ، وأصلحت ما خرب ، ومشت في طريقها حتى سنة 1333 ه = 1915 م عندما دخلت تركيا الحرب ، فألغت الجمعية وألحقت أملاكها بقلم المحاسبات الخصوصية في ولاية بيروت ، كما فعلت بجمعيتي بيروت وصيدا ، وبقي الأمر كذلك حتى وضعت الحرب أوزارها فاجتمعت اللجنة مجددا ، وأعادت جمعيتها ووضعت يدها على أملاكها ، وأعادت فتح مدرستها باسم " المدرسة العلمية " ثم افتتحت مدرسة للإناث باسم " مدرسة الزهراء " ومضت في نضالها مجتازة العقبات والفتن التي أثارها نفر من