responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 155


المبدأ والمعاد مستمرا وأثره باقيا ، اقتضت البلاغة والحكمة التعبير عن الاصطفاء بلفظ المستقبل لا بلفظ الماضي لاستمرار التكليف وبقاء أثره ، فهو كمثل التعبير في الآية فتصبح مخضرة بلفظ المستقبل دون الماضي ، فأصبحت لبقاء أثر المطر زمانا بعد زمان ، فإنزال الماء مضى وجوده واخضرار الأرض باق غير ماض .
وعن الآية الثانية ( يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم ) بوجوده :
1 - أن يراد من إتيان الرسل استمرار شرائعهم واستمرار تكليف بني آدم باتباعها والعمل بها ، سواء من عاصر الرسل أو عاصر أوصياءهم في زمن الفترة بين رسول ورسول وزمن تواتر إرسال الرسل أو من ختمت في أزمانهم النبوات والرسالات ، ومثل هذا الاستعمال في لغة العرب وأسلوب الكتاب الحكيم مستفيض ، وتقدم ما يكفينا عن الإعادة من جواز مثل هذا الاستعمال .
2 - إن الظاهر من لفظ ( يقصون عليكم آياتي ) من سلف من الرسل ممن قصوا أيات الله عز وجل على أممهم الذين أرسلوا إليهم وبينوا أحكامه ، وتم ذلك البيان وانتهت الحجة بخاتمهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو الذي تحقق فيه وفي رسالته الخالدة الباقية ما بقيت السماوات والأرض مضمون الآية : ( وتمت كلمة ربك ) بالأحكام والمواعيد ( صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته ) بنقض أو خلف ، وبشمول الخطاب ( يا بني آدم ) ، لمن عاصر رسالته ولمن بعدهم عبر بلفظ يأتينكم بالمستقبل لاستمرار رسالته واستمرار التكليف بها .
3 - إن هذا التعبير وإن كان ظاهره الاستقبال فيجوز أن يكون معدولا به عن الماضي ، استحضارا لما في قصص الأنبياء من الاعتبار بآيات الله وهي لما فيها من العبر والعظات والتذكر بأيام الله فيمن انحرف عن سننه التي لا تتبدل ، ولما فيها من الروعة وزجر النفوس الجامحة المسترسلة لأهوائها عن مخالفة تلك السنن ، وتوقع أن يصيبها ما أصاب أمم تلك الرسل من المثلات كان من البلاغة العدول عن التعبير بلفظ الماضي إلى لفظ المستقبل ، على أن وصف

155

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست