responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 136


على رجلين وأعلاها كلها في سلم الاجتماع وهو الإنسان ، وهذا المعنى المشترك بين الحيوانات أدناها وأرقاها بل والنباتات ، كما يرى علماء النبات قضت العناية الإلهية حفظا لأجناس ما ذرأ من المخلوقات وأنواعها أن تختص بغرائز وإلهامات تدفعها إلى ما ينفعها وتجنبها ما يضرها ، على أن الإنسان مع مشاركته تلك المخلوقات في الغرائز والإلهام منحه الله تعالى العقل والحفظ والفكر والذكر ، وفتح له أبواب العلم ، واستخلفه في الأرض لإعمار الأرض ، ومهد له سبل العروج إلى أبعد آفاق الرقي ، بما سن له من الشرائع على ألسنة رسل موحى إليهم ممن اختصهم بأسمى درجات السمو والعلو تقويما لمسالكه وتثقيفا لمداركه وتقريبا له بالصلة الروحية من خالقه ، وأمده بمعقبات من ملائكته يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وبالملكين الحافظين له ، وما إلى ذلك من ضروب العناية الإلهية بهذا البشر السوي الذي هو الدرة اليتيمة في سمط الابداع والنقطة في مركز الاختراع ، واقتضت تلك العناية لحكم لا تحصى التفاوت بين أفراد ، حتى يبلغ درجة انقطاع مساواتهم لمن بلغوا أقصى ذروات الكمال الإنساني الذي يفيض الكمال قوة وضعفا على نسبة قبول ذلك الفيض ، ممن تتفاوت منهم مراتب قبوله خاشعين لسلطان قوته مختارين أو مضطرين ، واقتضت المشيئة الربانية مع ما أوتي ذلك الصف من الكمال الإنساني والقوي القدسية أن تؤيده بالمعجزات الحسية مع تأييده بالمعجزات المعنوية والخلقية .
إن صاحب التوضيح لم يفرق بين معاني الوحي ، وحاول أن يخالف نصوص الأئمة التي أوردناها بجعله واردا على معنى واحد ، وأورد من الشواهد على دعواه ما قد تبين أن جلها ليس من نوع الوحي المصطلح ، وهو ما يوحي به إلى الأنبياء والمرسلين ، فلا نعيده لأنه ترديد لا يغني غناء .
إن من الغريب تأويله ما لا يحتمل التأويل من لفظ الحديث الصريح الدلالة عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " قالوا : وما المبشرات ؟ قال :
الرؤيا الصالحة [1] ، حيث قال : إن هذا الحديث لا يدل على انقطاع الوحي ،



[1] صحيح البخاري ، دار الفكر ، ج 9 ، ص 40 .

136

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست