نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 75
هذه الفتنة وكانوا سببا مباشرا وغير مباشر في تألم الإمام ( عليه السلام ) وإيذائه . وبعضها كان من السلطة الحاكمة حيث كانت تتحرش - بين حين وآخر - بالإمام وتوعز إلى جلاديها بالهجوم على بيت الإمام كما سيأتي تفصيله . أقول : إن هذه الفترة وإن لم تصف للإمام ( عليه السلام ) ولم تخل من المضايقات إلا أن من اليقين أن الإمام قام بدوره مربيا ومعلما وراعيا وكفيلا ، وفي طليعة من رباهم الإمام ( عليه السلام ) وعلمهم شقيقته السيدة فاطمة المعصومة ، فأخذت عنه العلم والمعرفة والفضائل والمناقب ، حتى غدت ذات شأن عند الله تعالى كما جاء في زيارتها ( عليها السلام ) ، وأن شفاعتها كفيلة بإدخال الشيعة بأجمعهم إلى الجنة ، كما تحدث بذلك جدها الإمام الصادق ( عليه السلام ) . والمصادر وإن لم تسعفنا بذكر شئ مما تلقته الأخت من أخيها ، وبماذا حدثها ، وكيفية حديثه إليها ، إلا أن لدينا ما يكفي للكشف عن بلوغها مرتبة عالية من العلم والمعرفة والمقام ، ومنه قول معلمها ومربيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) إذ روي عنه أنه قال : من زار المعصومة بقم كمن زارني [1] . ولا يغيب عن بالنا أن القائل معصوم لا ينطق عن الهوى ، وإن وراء هذه الجملة على قصرها ما يدل على المقام الرفيع في العلم وغيره ،