نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 43
بالمعجزة والكرامة تأييدا من الله تعالى ، ولا شك أن تلك مهمة شاقة كما شرحتها الروايات والآيات . وإذا كانت أم الإمام المهدي ( عليه السلام ) تنحدر من سلالة أحد أوصياء عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) فما يدرينا : لعل في ذلك تمهيدا وتسهيلا لإنجاز مهمة الإمام ( عليه السلام ) في خضوع النصارى والكفار وتسليمهم له نظرا إلى أن أجداده لأمه منهم ، فيحرك في نفوسهم الجانب العاطفي للرحم القائمة بينه وبينهم ، الأمر الذي يختصر عليه كثيرا من الأمور وينجزها في سهولة ويسر . على أن ذلك أحد أسباب اللطف العام بأولئك النصارى حيث يكونون على مقربة من الهداية والنجاة . وبعد هذا نقول : إن أم السيدة فاطمة المعصومة هي أم الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمعت فيها الكمالات والفضائل التي أهلتها لأن تكون أما لولي الله ( عليه السلام ) وحاضنة لكريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولم تسعفنا الروايات الواردة في تاريخ مراحل حياتها إلا بالنزر القليل ، وإن كان يكشف عن جلالة قدرها ورفعة مقامها ، فقد ورد في بعض الروايات أنها كانت تعيش في بيت الإمام الصادق ( عليه السلام ) قبل اقترانها بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وكانت جليلة ذات عقل ودين [1] . روى الصدوق بسنده عن علي بن ميثم أنه قال : اشترت حميدة المصفاة - وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) - وكانت من