نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 234
كثير ، واتصل بهم خبر الجبة فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار ، فامتنع من ذلك ، فقالوا له : فبعنا شيئا منها بألف دينار ، فأبى عليهم وسار عن قم . فلما خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب وأخذوا الجبة منه ، فرجع دعبل إلى قم وسألهم رد الجبة عليه ، فامتنع الأحداث من ذلك ، وعصوا المشايخ في أمرها ، فقالوا لدعبل : لا سبيل لك إلى الجبة فخذ ثمنها ألف دينار ، فأبى عليهم ، فلما يئس من ردهم الجبة عليه سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها ، فأجابوه إلى ذلك ، وأعطوه بعضها ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار . وانصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله ، فباع المائة دينار التي كان الرضا ( عليه السلام ) وصله بها من الشيعة كل دينار بمائة درهم ، فحصل في يده عشرة آلاف درهم ، فذكر قول الرضا ( عليه السلام ) : إنك ستحتاج إلى الدنانير . وكانت له جارية لها من قلبه محل ، فرمدت رمدا عظيما ، فأدخل أهل الطب عليها ، فنظروا إليها فقالوا : أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة ، وقد ذهبت ، وأما اليسرى فنحن نعالجها ، ونجتهد ونرجوا أن تسلم . فاغتم لذلك دعبل غما شديدا ، وجزع عليها جزعا عظيما ، ثم ذكر ما كان معه من فضلة الجبة فمسحها على عيني الجارية ، وعصبها من أول الليل فأصبحت وعيناها أصح مما كانتا قبل ، ببركة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) [1] .