نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 213
وغيرها من المدن الأخرى من أهل العلم وطلابه إلا القليل ممن يقعده العجز ، أو ينقصه العزم ، أو لا يجد في نفسه الطموح . وكم سمعنا آهات الحسرة والاشتياق إلى النجف ومرابعها ممن قهرته الظروف وأرغمته على مغادرتها . وحسبك أن في النجف باب مدينة العلم ، ومنبع الفيض والعطاء ، وإمام المتقين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وإن في جوار المرتضى معنى لا يحوم حوله البيان . وأما اختصاص مدينة قم عما عداها من سائر المدن باحتضان العلم والعلماء فلعله يعود إلى خصوصية في أرض قم كما كشفت عنها الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) - كما سيأتي - إضافة إلى ما تتمتع به هذه المدينة المقدسة من الأصالة والعراقة في ولاء أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فإنها كانت إحدى قلاع التشيع عبر القرون . ويرجع الوجود الشيعي في هذه المدينة إلى الربع الأخير من القرن الهجري الأول يوم استوطنها الأشعريون فرارا من ظلم بني أمية في الكوفة ونواحيها . جاء في دائرة المعارف الإسلامية الشيعية : وقصة ذلك أنه بعد أن قتل الحجاج بن يوسف الثقفي في العراق ، محمد بن سائب الأشعري ، وكان عميدا لقبيلة الأشاعرة ، أخذت النكبات ( تنزل ) تترى على هذه القبيلة من قبل الحجاج وسائر عمال الدولة الأموية ، فاعتزم رؤساؤها
213
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 213