نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 142
ولئن جرت الدواهي عليهم تشتت شملهم وتفرقهم في أطراف البلدان ، وكان ذلك عند الله عظيما ، ولكن لعل في ذلك سرا خفيا حيث تكون مراقدهم الشريفة مواطن الرحمة ، والخير والبركة ، يلجأ إليها العاني ، ويقصدها المحتاج ، ويلوذ بها المضطر . وهكذا كانت كريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) فقد شاءت المقادير الإلهية أن ترحل عن هذه الدنيا في بلدة نائية عن موطن الآباء والأجداد لتكون بابا من أبواب الرحمة إلى العباد ، وملاذا يؤمها ذوي الحاجة والاضطرار ، وسببا من أسباب اللطف الإلهي للمؤمنين والأخيار . وأسلمت روحها إلى بارئها راضية مرضية ، ولم يتجاوز عمرها الشريف - على أقصى التقادير - الثلاثين ربيعا ، وكان ليوم موتها شأن عظيم . وما أفلت تلك الشمس التي أطلت على مدينة قم بعد سبعة عشر يوما من دخولها إليها إلا لتشرق من جديد ، وليكون مثواها موئلا وملاذا ومطافا ، وتصبح السيدة فاطمة علامة تحول في تاريخ هذه البلدة وأهلها ، ويكون حرمها مصدر خير وبركة لهم ولمن يقصدها من سائر البلدان من شتى بقاع الأرض ، منذ يوم وفاتها وإلى يوم الناس هذا . وذكر بعض الرواة أنها لما توفيت أمر موسى بتغسيلها وتكفينها
142
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 142