نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 141
الإلهية ومشيئة الخالق الحكيم ، وليس إلا التسليم والرضا بما شاء وأراد . أفول الشمس وبزوغها : ومرت أيام بطيئة ثقيلة وما أصعب الانتظار . لقد كانت تشعر بدنو رحيلها عن هذه الدنيا الزائفة ، وكانت تستعجل الأيام ، فليس وراء لقاء الله ولقاء الآباء والأجداد مطمع ، وليس بين عالم نوري علوي وآخر مظلم سفلي قياس . . هكذا كانت السيدة فاطمة في أيامها الأخيرة . ولئن لم تحظ بلقاء أخيها مذ غاب عنها ، وكان لقاؤه من أغلى الأماني ، ولكن لن يطول غيابه ، وعما قريب سيرحل هو الآخر إليها في عالم غير هذا العالم في مقعد صدق عند مليك مقتدر . فما خلق أهل البيت للدنيا ولم تخلق الدنيا لهم ، وإنما جاؤوا إلى الدنيا ليكونوا منائر هداية ، وعلائم حق ، ومنابع فيض ، وسحائب غيث ، ومهابط رحمة ، ومصادر علم ومعرفة . ولئن أعرض أبناء الدنيا عنهم وما عرفوا لهم قدرا فلحظهم ضيعوا ولبنيانهم خربوا ، ولآخرتهم أفسدوا ، وما كان ذلك يضير بشأن أهل البيت ( عليهم السلام ) ومكانتهم ، فإنهم آل الله وأهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعند الساعة يخسر المبطلون .
141
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 141