نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 137
الشديد وضعفت قواها وعلى أثر ذلك اشتد بها المرض ؟ [1] ولا نملك السند التاريخي لترجيح أحد القولين ، وبناء على أن الجمع أولى من الطرح وصحة تطبيقه في المقام فيمكن أن يقال بأنه لا تنافي بين الأمرين ، وكلا الطرفين قد اشترك في إحداث هذه الفاجعة ، وساهم في القضاء على هذا الموكب بمن فيه . ولعل ما يؤيد ذلك انحراف أهل ساوة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، على ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان حيث قال : ساوة مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط بينهما ، وبين كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخا ، وبقربها مدينة يقال لها آوه ، فساوة سنية شافعية ، وآوة أهلها شيعة إمامية وبينهما نحو فرسخين ولا يزال يقع بينهما عصبية وما زالتا معمرتين إلى سنة 617 . . . [2] . ومن الطبيعي أن العصبية - ولا سيما العصبية المذهبية - تدعو إلى العداء ، وهو قد يجر إلى سفك الدماء ، وقد كانت الظروف آنذاك وسياسة الحكام يوم ذاك إنما تقوم على تأجج نار العصبية وإلقاء الفتن بين الناس تفريقا لكلمتهم وعملا بالمقولة المشهورة " فرق تسد " . وأما ما ذكره بعض الباحثين من قضية دس السم للسيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) فهي وإن كنا لا نملك دليلا قاطعا على وقوعها أو عدمه إلا أننا لا ننفي ذلك ، نظرا إلى أن السم كان أحد أمضى الأسلحة الفتاكة
[1] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السلام ) ص 428 وكريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ص 174 - 175 . [2] معجم البلدان ج 3 ص 201 .
137
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 137