نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 13
وزيرا خير لكم مني أميرا [1] . وما ذلك إلا لعلمه بواقع الحال ومآله . هذا عدا الفئات الأخرى التي كانت تعيش الانحراف الذاتي وتشكل خطا موازيا لخط علي ( عليه السلام ) وأهل بيته في خلاف تاريخي عميق الجذور . وهكذا توالت الأحداث مريرة مؤلمة ، ومن خلالها كان تحديد معالم الخط الذي سار عليه أهل البيت ( عليهم السلام ) ، يتوارثه الأبناء عن الآباء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكانوا يمثلون الحق والهدى والصلاح . حتى إذا كان زمان الإمام الصادق ( عليه السلام ) برزت الفوارق واضحة ، وساعد على ذلك الهدوء النسبي في سلسلة المعاناة ، واستطاع الإمام الصادق ( عليه السلام ) في هذه الظروف أن يرفد الفكر الإمامي بشئ من علمه ، ويغدق عليه من عطائه ، ولا سيما أنه برزت على الساحة الإسلامية الأفكار والآراء المختلفة ، فتصدى الإمام الصادق ( عليه السلام ) إليها ردا أو تصحيحا فتحددت معالم المنهج الذي اتبعه أهل البيت ( عليهم السلام ) بشكل واضح ، الأمر الذي أدى إلى نسبة مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) إليه . ولكن ما إن استقرت الأوضاع السياسية إثر التحول الإداري الأموي إلى العباسي حتى عادت المعاناة بأبشع صورها وشتى أشكالها ، وجاء بنو العباس ليكملوا ما بدأه الأمويون من مسلسل الإبادة لأهل البيت ( عليهم السلام ) بالأساليب المختلفة .