نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 128
خراسان حيث مركز حكم المأمون وسلطانه ، ولم يكن للإمام ( عليه السلام ) مناص من الرحيل عن المدينة ، موطن الأهل وحرم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فرحل الإمام ( عليه السلام ) عنها تاركا أهله وعياله وديعة عند جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . حتى إذا وصل الموكب إلى مرو ونفذت أولى خطط المأمون من ولاية العهد ، وأخذ البيعة وضرب الدراهم والدنانير ، ولم يكن الإمام ( عليه السلام ) بذلك مسرورا ، فقد أسر إلى بعض أصحابه أن ذلك أمر لا يتم [1] ، وأنه حلقة من سلسلة المخطط الذي يهدف المأمون إلى تنفيذه ، وكان ذلك في سنة 200 ه ، ومرت الأيام بطيئة ثقيلة لم يلق فيها الإمام ( عليه السلام ) يوم راحة واطمئنان ، فقد حقق المأمون من الإمام أغلى أمانيه . وكان الإمام ( عليه السلام ) وهو في غربته يعاني من فراق أهله وعياله ، فقد انقطعت الأخبار فما حال أولئك الثكالى ؟ وما حال شقيقته الوحيدة ؟ فهي بالأمس تفقد أباها ، وهي في زهرة العمر ، واليوم ينتزع منها شقيقها ولا ترجو له عودة . ومضى عام على رحيل أخيها عنها فهاجت بها لواعج الحنين والشوق إلى أخيها الغريب ، وقد علم الإمام ( عليه السلام ) بحال أخته ، فإنها لم تغب عن قلبه ، وهو يعلم شدة تعلقها به ، فكتب إليها كتابا يطلب منها القدوم عليه ، وأعطاه أحد غلمانه ، وأمره بالمسير إلى المدينة ولا