نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 126
والمآسي ؟ وعلى أي حال فقد كان أمرا غريبا لم يعهد من أحد من الأئمة ( عليهم السلام ) [1] . وبعد ، فأين كانت السيدة فاطمة المعصومة من هذا كله ؟ وما هي حالها وهي ترى شقيقها يتركها في المدينة وينتقل إلى خراسان حيث الغربة والعناء وفراق الأهل وجوار الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ولو كان الأمر بيده أو بيدها لخرجت معه ولسارت حيث يسير ، وعاشت حيث يعيش ، ولكنه خرج مقهورا تاركا عياله وأخواته حتى ابنه الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، الذي كان له من العمر سبع سنوات [2] ، بل أقل من ذلك كما يستفاد مما ذكره الشيخ المفيد رحمه الله حيث قال : ومضى الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ) ولم يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) وكانت سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا [3] . وكان خروج الإمام الرضا ( عليه السلام ) من المدينة سنة 200 ه وشهادته
[1] ورد في أحوال عبد المطلب ( عليه السلام ) أنه أمر بذلك قبل أن يموت ، فقد ذكروا أنه لما أدركت عبد المطلب الوفاة ، بعث إلى أبي طالب وهو في سكرات الموت ومحمد على صدره ، فوصاه برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورعايته وأن يحفظه بلسانه وماله ويده ، وقال له : إنه والله سيسودكم ويملك أمركم ، ثم أخذ عهدا من أبي طالب ، وقال : الآن هان علي الموت ، ثم جعل محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على صدره وبكى ، وأمر بناته بالبكاء عليه ورثائه قبل أن يموت ، فجاءت ست من بناته وأنشدت كل واحدة منهن قصيدة في حقه ، إلى أن توفي ، وكان عمره الشريف حينذاك مائة وعشرين سنة . لاحظ منتهى الآمال ج 1 ص 110 . أقول : والفرق بين الأمرين أوضح من أن يذكر . [2] منتهى الآمال ج 2 ص 451 . [3] الإرشاد ج 2 ص 271 .
126
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 126