responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم    جلد : 1  صفحه : 125


ومما يثير الاستغراب أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قد أقام العزاء على نفسه قبل مغادرته المدينة ، فقد روى الصدوق بسنده عن الحسن بن علي الوشاء ، قال : قال لي الرضا ( عليه السلام ) : إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة ، جمعت عيالي ، فأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع ، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار ، ثم قلت : أما إني لا أرجع إلى عيالي أبدا [1] .
ووجه الغرابة أن العادة جرت على أن إقامة العزاء والبكاء إنما هي بعد الموت ، فما معنى أن يأمر الإمام الرضا ( عليه السلام ) عياله بالبكاء عليه ليسمع بكاءهم ؟ ! مع أنهم علموا بشهادته في يوم وقوعها ، فقد روى محمد بن أحمد بن يحيى بسنده عن أمية بن علي قال : كنت بالمدينة ، وكنت أختلف إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وأبو الحسن ( عليه السلام ) بخراسان ، وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلمون عليه ، فدعا يوما الجارية فقال :
قولي لهم يتهيأون للمأتم ، فلما تفرقوا قالوا : ألا سألناه مأتم من ؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك ، فقالوا مأتم من ؟ قال : مأتم خير من على ظهرها ، فأتانا خبر أبي الحسن بعد ذلك بأيام ، فإذا هو قد مات في ذلك اليوم [2] .
فهل كان أمر الإمام الرضا ( عليه السلام ) عياله بالبكاء عليه لأنه يموت في الغربة بعيدا عن الأهل والوطن ؟ أو لأنه كان يريد إشعارهم بأنه لن يعود فلا يأملون في لقائه ؟
أو لأنه اعتبر نفسه ميتا فأمرهم بالبكاء لشدة ما سيلاقي من المحن



[1] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 217 - 218 .
[2] إعلام الورى ج 2 ص 100 .

125

نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست