نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 102
وليس في هذه الوصية ما يدل على المنع من التزويج ، وإنما تدل على أن الأمر إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، فهو الأعرف بمناكح قومه ، وهو الأعلم بأحوال زمانه . فما ذكره اليعقوبي في تاريخه [1] من أن الإمام ( عليه السلام ) أوصى بعدم تزويج بناته فإن كان مستنده هو وصية الإمام ( عليه السلام ) التي ذكرناها فقد أخطأ في الاستنتاج ، وإن كان غيرها فلم نقف عليه ، ولا نستبعد أنه قد التبس عليه الأمر وفهم من الوصية أن الإمام قد منع من تزويج بناته ، وليس الأمر كذلك . ثم إنه من خلال ما تقدم ذكره من الأمور الخمسة يمكننا استفادة السبب وراء عدم زواج بنات الإمام الكاظم ( عليه السلام ) . والذي يترجح من جميع ذلك أن السبب أمران أحدهما يكمل الآخر ، وهما : الأول : عدم وجود الكفؤ . والثاني : الخوف من الإقدام على مصاهرة الإمام ( عليه السلام ) . أما الأول فإن الفقهاء وإن اختلفوا في تحديد معنى الكفاءة ، ولهم في ذلك أقوال وآراء ذكرها صاحب الجواهر [2] وغيره إلا أنهم اتفقوا على أن المؤمن كفوء المؤمنة . وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض [3] .
[1] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 415 . [2] جواهر الكلام ج 30 ص 92 - 116 . [3] من لا يحضره الفقيه ج 3 - كتاب النكاح - باب الأكفاء الحديث 5 ص 249 .
102
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 102