نام کتاب : الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة نویسنده : الشيخ فاضل المالكي جلد : 1 صفحه : 16
الإمام باعتبار أن غيابه غياب هوية لا غياب شخصية ، فشخصه صلوات الله عليه يمكن أن يفوز بلقائه الأوحدي من الناس ، ولكن من هو الأوحدي من الناس ؟ ذاك علمه عند ربي ، " ولا يعلم بمكانه إلا مواليه في دينه ويقال فيها : هلك في أي واد سلك " في هذه الغيبة الكبرى . تعقيب على بحث تثنية الغيبة : وفي بعض الألفاظ قال : " يظهر فيها " ، ويظهر بقرينة الفقرات السابقة يقصد به أن الظهور المكتوب له سلام الله عليه حيث يملأ الله تعالى به الأرض قسطا وعدلا بعد أن تملأ ظلما وجورا ، إنما يكون في آخر المطاف وفي آخر هذه الغيبة الكبرى ، فالإمام سلام الله عليه قيد هذه الغيبة الكبرى بأن الظهور فيها ، بينما الغيبة الصغرى لم يذكر فيها ظهور ، وهذا يؤيد ما ذكرناه قبل قليل بأن الفاصل بين الغيبتين الصغرى والكبرى ليس قضية الظهور - أنه ظهر بعد سبعين سنة مثلا للعيان ثم غاب فرآه الناس ثم غاب ثم يظهر ليراه الناس - لا ، بل إن له ( عليه السلام ) بعد غيبته الأولى ظهورا عاما علنيا واحدا ، وهو حيث يأذن الله تعالى له بالفرج ، فيقوم بأمر الله تبارك وتعالى ويملأ الله به الأرض قسطا وعدلا . ويدل على ذلك أيضا ما رواه الشيخ - شيخ الطائفة أعلى الله مقامه - في غيبته عن جماعة من الشيعة منهم الحسن بن أيوب بن نوح : أنه اجتمع أربعون رجلا من أصحاب الإمام العسكري ( عليه السلام ) عنده يسألونه عن الحجة بعده ، وإذا غلام كأنه قطعة قمر أشبه الناس بأبي محمد ( عليه السلام ) ، فقال : " هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا
16
نام کتاب : الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة نویسنده : الشيخ فاضل المالكي جلد : 1 صفحه : 16