نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 21
بديهية ، وإن لم يكن كذلك بل كانت متوقفة على علوم سابقة عليها - ولا محالة تنتهي إلى البديهيات قطعا للدور أو التسلسل - فهي علوم كسبية . فظهر أن السبب الأول لحدوث هذه المعارف في النفوس الإنسانية هو أنه تعالى أعطى الحواس والقوى الداركة للصور الجزئية . وعندي أن النفس قبل البدن موجودة عالمة بعلوم جمة هي التي ينبغي أن تسمى بالبديهيات ، وإنما ولولا يظهر آثارها عليها ، حتى إذا قوي وترقى ظهرت آثارها شيئا فشيئا . وقد برهنا على هذه المعاني في كتبنا الحكمية فالمراد بقوله : ولولا تعلمون شيئا ، أنه ولولا يظهر أثر العلم عليهم ، ثم إنه بتوسط الحواس الظاهرة والباطنة يكتسب سائر العلوم . ومعنى : لعلكم تشكرون ، إن تصرفوا كل آلة في ما خلقت لأجله ، وليس الواو للترتيب حتى يلزم من عطف ( جعل ) على ( أخرج ) أن يكون جعل السمع والبصر والأفئدة متأخرا عن الإخراج من البطن . - بحار الأنوار ج 1 ص 93 : - مص : قال الصادق ( عليه السلام ) : الجهل صورة ركبت في بني آدم ، إقبالها ظلمة ، وإدبارها نور ، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس ، ألا ترى إلى الإنسان تارة تجده جاهلا بخصال نفسه حامدا لها عارفا بعيبها في غيره ساخطا ، وتارة تجده عالما بطباعه ساخطا لها حامدا لها في غيره ، فهو متقلب بين العصمة والخذلان ، فإن قابلته العصمة أصاب ، وإن قابله الخذلان أخطأ ، ومفتاح الجهل الرضا والاعتقاد به ، ومفتاح العلم الاستبدال مع إصابة موافقة التوفيق ، وأدنى صفة الجاهل دعواه العلم بلا استحقاق ، وأوسطه جهله بالجهل ، وأقصاه جحوده العلم ، وليس شئ إثباته حقيقة نفيه إلا الجهل والدنيا والحرص ، فالكل منهم كواحد ، والواحد منهم كالكل . وقال في هامشه : وقوله ( عليه السلام ) : الجهل صورة ركبت . . إلخ . لأن طبيعة الإنسان في أصل فطرتها خالية عن الكمالات الفعلية والعلوم الثابتة ، فكأن الجهل عجن في طينتها وركب مع طبيعتها ، ولكن في أصل فطرته له قوة كسب الكمالات بالعلوم والتنور والمعارف .
21
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 21