نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 97
دم أراقه الإسلام أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم جريا على عادتهم في أمثال ذلك ، إذ لم يكن بعد رسول الله ( ص ) في عشيرته أحد يستحق أن تعصب به تلك الدماء عند العرب غيره ، لأنه الأمثل في عشيرته والأفضل في قبيلته ، ولذلك تربصوا به الدوائر وقلبوا له الأمور وأضمروا له ولذريته كل حسيكة ووثبوا عليهم كل وثبة ، وكان ما كان ، مما طار في الأجواء وطبق رزؤه الأرض والسماء . وأيضا فإن قريشا خاصة والعرب عامة كانت تنقم من علي شدة وطأته على أعداء الله ونكال وقعته فيمن يتعدى حدود الله أو يهتك حرماته عز وجل ، وكانت ترهب من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر . وتخشى عدله في الرعية ومساواته بين الناس في كل قضية ، ولم يكن لها فيه مطمع ولا لأحد عنده هوادة ، فالقوي العزيز عنده ضعيف ذليل حتى يأخذ منه الحق ، والضعيف الذليل عنده قوي عزيز حتى يأخذ له بحقه ، فمتى تخضع الأعراب لمثله ( وهم أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) ، ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) وفيها بطانة لا يألونها خبالا . على أن قريشا وسائر العرب كانوا يحسدونه على ما آتاه الله من فضله ، حيث بلغ في علمه وعمله رتبة عند الله ورسوله تقاصر عنها الأقران وتراجع عنها الأكفاء ، ونال من الله ورسوله بسوابقه وخصائصه منزلة تشرئب إليها أعناق الأماني وشأوا تنقطع دونه هوادي المطامع ، وبذلك دبت عقارب الحسد له في قلوب المنافقين واجتمعت على نقض مجده كلمة الفاسقين والناكثين والقاسطين والمارقين ، فاتخذوا النص ظهريا وكان لديهم نسيا منسيا . وكان ما كان مما لست أذكره * فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر على أن قريشا وسائر العرب كانوا قد تشوفوا إلى تداول الخلافة بين
97
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 97