نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 84
الجهاد ، إذ لو عرفوا أن الصلاة خير العمل مع ما فيها من الدعة والسلامة لاقتصروا في ابتغاء الثواب عليها ، وأعرضوا عن خطر الجهاد المفضول بالنسبة إليها ، وكانت همم ولي الأمر يومئذ " عمر بن الخطاب ( رض ) " مصروفة إلى الاستيلاء على ممالك الأرض ، وعزائمه مقصورة على امتلاكها في الطول والعرض . وفتح الممالك لا يكون إلا بتشويق الجند إلى التورط في سبيله بالمهالك ، بحيث بشربون في قلوبهم الجهاد حتى يعتقدوا أنه خير عمل يرجونه يوم المعاد . ولذا ترجح في نظره إسقاط هذه الكلمة تقديما لتلك المصلحة على التعبد بما جاء به الشرع الأقدس ، فقال وهو على المنبر " كما نص عليه القوشجي أواخر مباحث الإمامة من شرح التجريد وهو من أئمة المتكلمين على مذهب الأشاعرة " . ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أنهي عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن : متعة النساء ، ومتعة الحج ، وحي على خير العمل [3] وتبعه في إسقاطها عامة من تأخر عنه من المسلمين ، حاشا أهل البيت ومن يرى رأيهم : فإن حي على خير العمل من شعارهم ، كما هو بديهي من مذهبهم حتى أن شهيد فخ الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين عليهم السلام لما ظهر بالمدينة أيام الهادي [4] من ملوك العباسيين ، أمر المؤذن أن ينادي بها ففعل ، نص على ذلك أبو الفرج الإصفهاني حيث ذكر صاحب فخ ومقتله في كتابه مقاتل الطالبيين . وذكر العلامة الحلبي في باب بدء الأذان ومشروعيته في صفحة 110 من الجزء الثاني من سيرته أن ابن عمر ( رض ) والإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام كانا يقولان في الأذان بعد حي على الفلاح حي على خير العمل ا ه .
[3] واعتذر بعد أن أرسله عنه إرسال المسلمات بأنه قد اجتهد في ذلك . [4] مضل الناس قد سموه هاد * كما قد سمي الأعمى بصيرا
84
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 84