نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 159
المعصية لا الكفر الحقيقي ، فلتكن الأخبار المتعلقة في السب مثلا على فرض صحتها نظير هذه الصحاح ، ويوضح لك ما نقول إجماع الخلف والسلف من أهل السنة على أن من مات موحدا دخل الجنة ولو عمل من المعاصي ما عمل ، كما ستسمعه عن الفاضل النووي قريبا إن شاء الله تعالى . " الرابع " ما أورده القاضي عياض في الباب الأول من القسم الرابع من كتاب الشفا ، أن رجلا من المسلمين سب أبا بكر بمحضر منه رضي الله عنه فقال أبو برزة الأسلمي : خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه . فقال : اجلس ليس ذلك لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله ا ه . وأخرجه الإمام أحمد من حديث أبي بكر في صفحة 9 من الجزء الأول من مسنده . بالله عليك إذا كان هذا حكم الصديق فيمن واجهه بالسب وهذه فتواه فيمن تسور على مقامه بالشتم فمن أين نحكم بعده بالتكفير ، وكيف نقضي بوجوب القتل أو نفتي بجواز التعزير ؟ أنحن أعرف منه بالأحكام أم أحرص على إقامة الحدود ؟ كلا بل لو ارتد ذلك الساب لا قام عليه حد المرتدين ، ولو كفر بها لرتب عليه آثار الكافرين ، وحاشا أبا بكر من تعطيل حدود الله أو تبديل أحكامه عز وجل . وقد اقتدى به في ذلك الصالحون ، ونسج على منواله المتورعون كعمر بن عبد العزيز حيث كتب إليه عامله بالكوفة يستشيره في قتل رجل سب عمر بن الخطاب ( رض ) فكتب إليه كما في الباب المتقدم ذكره من الشفا : لا يحل قتل امرئ مسلم بسبب أحد من الناس ، إلا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فمن سبه فقد ؟ حل دمه . وأخرج محمد بن سعد في أحوال عمر بن عبد العزيز في صفحة 279 من الجزء الخامس من طبقاته بسنده إلى سهيل بن أبي صالح قال : إن عمر بن عبد العزيز
159
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 159