responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 115


وإن رحمته ( ص ) للعالمين ورأفته بالمؤمنين وإشفاقه على عشيرته الأقربين وخصوصا على أبي الفضل صنو أبيه والبقية من أهليه لمما هو غني عن البيان ومن ذا يجهل حرصه يومئذ على سلامتهم ورغبته التامة في بقائهم ليفوزوا بعد ذلك بخدمته ، وكانوا في الواقع مؤمنين لكنهم لم يتمكنوا من الهجرة إليه فأكرهوا على الخروج كما نص عليه النبي ( ص ) فاقترح قتلهم والحال هذه أكبر شاهد على أنهم كانوا يؤثرون إرادتهم في مثل هذا المقام على التعبد بإرادته وأوامره عليه وآله الصلاة والسلام .
ولهم في أحد حالات تشهد بما قلناه ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد استقبل المدينة في هذه الغزوة وترك أحدا خلف ظهره وجعل الرماة وراءه وكانوا خمسين رجلا أمر عليهم عبد الله بن جبير رحمه الله وقال له ( فيما نص عليه المؤرخون والمحدثون كافة ) انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا وأثبت [33] مكانك إن كانت لنا أو علينا ، وحضهم على ذلك بما لا مزيد عليه وشدد عليهم الأمر في طاعة أميرهم عبد الله - لكنهم ( وا أسفاه ) لم يتعبدوا يومئذ بأوامره ونواهيه ( ص ) ترجيحا لآرائهم عليها ، وذلك حيث حمي الوطيس واشتد بأس المسلمين بسطوة حيدرة الكرار على فيالق المشركين وصولته على أصحاب لوائهم وهم ثمانية من بني عبد الدار ، كانوا أسود الوقائع وأحلاس الخيل وتاسعهم عبدهم صواب كان من طينتهم وعلى شاكلتهم فقتلهم أمير المؤمنين [34] واحدا بعد واحد وبقي لواؤهم مطروحا على الأرض لا يدنو منه



[33] راجع تاريخي الطبري وابن الأثير وغيرهما تجد قوله ( ص ) هذا بعينه : وكل من أرخ واقعة أحد ذكره أو أشار إليه .
[34] نص ابن الأثير في غزوة أحد من كامله على أن الذي قتل أصحاب اللواء يومئذ علي بن أبي طالب ، وصرح بذلك غير واحد من المؤرخين والمحدثين .

115

نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست