responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 103


ولا بخروجه من بيته بسبب ذلك محموما مألوما معصا مدثرا يرسف في مشيته ورجله لا تكاد تقله مما كان به من لغوب فصعد المنبر وهو يتنفس الصعداء ويعالج البرحاء فقال : أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وأيم الله إن كان لخليقا بالإمارة وإن ابنه من بعده لخليق بها ، فأكد صلى الله عليه وآله وسلم الحكم بالقسم وإن واسمية الجملة ولام التأكيد ليقلعوا عما كانوا عليه فلم يقلعوا ، لكن الخليفة أبى أن يجيبهم إلى عزل أسامة ، كما أبى أن يجيبهم إلى إلغاء البعث ، ووثب فأخذ بلحية عمر [9] فقال ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وتأمرني أن أنزعه .
ولما سيروا الجيش - وما كادوا يفعلون - خرج أسامة في ثلاثة آلاف مقاتل فيهم ألف فرس [10] وتخلف عنه جماعة ممن عبأهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جيشه ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم " جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه " [11] .



[9] نقله الحلبي والدحلاني في سيرتيهما وابن جرير الطبري في أحداث سنة 11 من تاريخه وغير واحد من أهل الأخبار .
[10] قشن الغارة على أهل أبنى فحرق منازلهم وقطع نخلهم وأجال الخيل في عرصاتهم وقتل من قتل منهم وأسر من أسر ، وقتل يومئذ قاتل أبيه ولم يقتل والحمد لله رب العالمين من المسلمين أحد ، وكان أسامة يومئذ على فرس أبيه شعارهم يا منصور أمت - وهو شعار النبي ( ص ) يوم بدر - وأسهم للفارس سهمين وللرجل سهما واحدا وأخذ لنفسه مثل ذلك .
[11] أرسل هذه الكلمة إرسال المسلمات جماعة من أعلام الاثبات كالإمام أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في المقدمة الرابعة من المقدمات التي ذكرها في أوائل كتابه الملل والنحل ، وأخرجها أبو بكر أحمد ابن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة بالإسناد المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونقلها عنه جماعة من أهل الأخبار كالعلامة المعتزلي الحنفي في آخر صفحة 20 من المجلد 2 من شرحه لنهج البلاغة طبع مصر .

103

نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست