تجد الروايات في تفسيرهم لها من كل حدب وصوب في تخطئته صلى الله عليه وآله وتوبيخه لأنه دعا بأمر ربه على طغاة قريش ولعنهم ! وكأنهم وجدوا ضالتهم من القرآن ضد النبي صلى الله عليه وآله ! ! فقد عقد البخاري لها أربعة أبواب ! روى فيها كيف رد الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وآله عليهم ومنعه من لعنهم ! ولم يسم البخاري في أكثر رواياته أولئك الملعونين المحترمين حفاظاً على ( كرامتهم ) ! قال في : 5 / 35 : ( عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله ( ص ) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فأنزل الله عز وجل : ليس لك من الأمر شئ . . إلى قوله : فإنهم ظالمون ) . وفي : 5 / 35 : ( كان رسول الله ( ص ) يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحرث بن هشام فنزلت : ليس لك من الأمر شئ إلى قوله فإنهم ظالمون ) انتهى . ونتيجة رواياتهم : أن الآية نزلت عدة مرات ، من أجل عدة أشخاص أو فئات ، وفي أوقات متفاوتة ، فبلغت أسباب نزولها العشرين مناسبة متناقضة في الزمان والمكان والأشخاص الملعونين ! ! ومنها ، أن جبرئيل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو يقنت ويلعنهم في صلاته ، فقطع عليه قنوته وصلاته ووبخه وعلمه بدل اللعن ( سورتي الحفد والخلع ) ! ! قال البيهقي في سننه : 2 / 210 : ( عن خالد بن أبي عمران قال : بينا رسول الله ( ص ) يدعو على مضر ( يعني قريش ) إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن اسكت فسكت ، فقال : يا محمد إن الله لم يبعثك سَبَّاباً ولا لَعَّاناً ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم