أن زيداً كان يدرس مع صبيان اليهود مع أنهم لا يقبلون في مدارسهم غير صبيانهم ، قال : ( ومثل قول أبيّ بن كعب في القرآن : لقد قرأت القرآن وزيد هذا غلام ذو ذؤابتين يلعب بين صبيان اليهود في المكتب ) . انتهى . وعليه لا يمكن أن نثق في تبرئة زيد لنفسه من اليهودية التي رواها البخاري : 8 / 120 : ( عن زيد بن ثابت أن النبي ( ص ) أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي ( ص ) كتبه وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه ) . فمتى كانت تأتي للنبي صلى الله عليه وآله كتب باللغة العبرية وكان اليهود في الجزيرة يكتبون بالعربية ؟ ! ويؤيد ما قلناه أن أحمد : 5 / 182 ، روى عن زيد أنها اللغة السريانية وليست العبرية ! قال : ( قال زيد بن ثابت قال لي رسول الله ( ص ) : تحسن السريانية إنها تأتيني كتب ؟ قال قلت لا ، قال فتعلمها ، فتعلمتها في سبعة عشر يوماً ) ! ! معرفة زيد بن ثابت بشئ من الحساب وجهل الخلفاء به ! الميزة الأساسية في زيد التي جعلته مرغوباً عند الخلفاء الثلاثة ، أنه موظف مطيع يعرف شيئاً من الكتابة والحساب ، وهي مهنة عزيزة في الجزيرة لا يجيدها أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ! وكان الكاتب يعني السكرتير الخاص ووزير المالية ، ومقسم المواريث الشرعية ، وقد نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء : 2 / 435 : حادثة في محاصرة عثمان قال : ( فجاء أبو حية المازني مع ناس من الأنصار فقال : ما يصلح معك أمر ! فكان بينهما كلام وأخذ بتلبيب زيد هو وأناس معه ، فمر به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه ، وقال رجل منهم لأبي حية : أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك ؟ ! ) . انتهى . وهذا يدل على حالة الثقافة والرياضيات في الجزيرة ، وأن أبا بكر وعمر