كما لا يمكن أن يكون عن نسخة عائشة ، لأن أحداً لم يدع أن عائشة كان عندها نسخة ذلك القرآن الذي وصفه عثمان في رسالته إلى الأمصار : ( القرآن الذي كتب عن فم رسول الله صلى الله عليه وآله حين أوحاه الله إلى جبريل وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه ، وإذا القرآن غض ) . فلو كان عندها لما استكتبت نسخة من القرآن المتداول كما في رواية مسلم : 2 / 112 : ( عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، فلما بلغتها آذنتها فأملت عليَّ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ، وقوموا لله قانتين ) ! ولو كان عندها مثل تلك النسخة لاحتجت بها على نساء النبي صلى الله عليه وآله عندما خالفنها في مسألة رضاع الكبير ومسألة كفاية خمس رضعات . . فقد قالت كما في صحيح مسلم : 4 / 167 : ( كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرِّمن ، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله ( ص ) وهن فيما يقرأ من القرآن ! ) . وقال أحمد : 6 / 271 : ( كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيراً خمس رضعات ثم يدخل عليها ! وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي ( ص ) أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس ، حتى يرضع في المهد . . ) انتهى . فقد كان مهماً عند عائشة أن تحتج لمسألة الرضاعة ، لأن نساء النبي صلى الله عليه وآله خالفنها وانتقدنها ، وكانت متحمسة لإثبات صحة عملها ! * *