من ذلك اليوم ولدت أرضية التفاوت في النص القرآني ، فالناس يقرؤون ولا يستطيع الخليفة أن يصحح لهم كما كان الرسول صلى الله عليه وآله ! وما لبث التفاوت في قراءاتهم ، أن انتشر ثم تحول إلى اختلاف بين القراء في هذه الكلمة وتلك ، وهذه الآية وتلك ، فهذا يقرأ في صلاته أو يعلم المسلمين بنحو ، وذاك بنحو آخر ! وهذا يؤكد صحة قراءته وخطأ القراءة المخالفة ، وذاك بعكسه . . وهذا يتعصب لهذه القراءة وقارئها ، وهذا لذاك . . إلى آخر المشكلة الكبيرة التي تهم كيان الدولة الإسلامية وتمس قرآنها المنزل ! ! هنا كان لابد أن تتدخل الدولة لحل المشكلة ، وكان الواجب على عمر أن يختار نسخة من القرآن ويعتمدها من علي عليه السلام أو من غيره كما فعل عثمان ، ولكنه لم يرد اعتماد نسخة معينة فاختار حل المشكلة بالتسامح في نص القرآن ! وأفتى بصحة جميع القراءات المختلف عليها ! واستند بذلك إلى حديث ادعاه على النبي صلى الله عليه وآله ولم يدعه غيره بأن في القرآن سعة ، وأنه نزل على سبعة أحرف ! ! روى النسائي : 2 / 150 : ( عن ابن مخرمة أن عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام ( من الطلقاء ) يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله ( ص ) أقرأنيها ! قلت من أقرأك هذه السورة ؟ ! قال رسول الله ( ص ) . قلت كذبت ، ما هكذا أقرأك رسول الله ( ص ) ! فأخذت بيده أقوده إلى رسول الله ( ص ) وقلت : يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها ! فقال رسول الله ( ص ) : إقرأ يا هشام فقرأ كما كان يقرأ ، فقال رسول الله ( ص ) : هكذا أنزلت ! ثم قال إقرأ يا عمر فقرأت ، فقال : هكذا أنزلت ! ! ثم قال رسول الله ( ص ) : إن القرآن أنزل على