لماذا هرب المفسرون من كون المخاطب مثنى ؟ ! ويتعجب الإنسان : لماذا يصر هؤلاء المفسرون الكبار على جعل المخاطب شخصاً واحداً ، ويتكلفون هذه التمحلات ، ويهربون من جعله مثنى حقيقياً هو الرقيب والعتيد ، أو السائق والشهيد ، مثلاً ؟ ! والجواب : أن جعل المخاطب مثنى فيه خطر عليهم ! لأن الحديث الشريف لم يقبل أن يفسر المخاطبين في الآية بالملكين ، بل فسرهما بمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ! لذلك طبقوا قاعدتهم في سد الذرائع وأنكروا المثنى من أساسه ، لكي يسدوا الطريق على الحديث النبوي الذي ما رواه السنة والشيعة ونص على أن المخاطبيْن هما : محمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ، فرسول الله صلى الله عليه وآله حاكم المحشر ، ومعه علي عليه السلام قسيم الجنة والنار ! فهذا هو السبب في إصرارهم على إنكار المثنى وجعله مفرداً ! وقولهم إن المخاطب مفرد مفرد ، حتى لو كانت صيغته التثنية ! ! قال ابن منظور في لسان العرب : 15 / 428 : ( وقال أبو عكرمة الضبي في قول امرئ القيس : ( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ) قال : أراد قفن فأبدل الألف من النون الخفيفة كقوله قوما أراد قومن . قال أبو بكر : وكذلك قوله عز وجل : ألقيا في جهنم ، أكثر الرواية أن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده ، فبناه على ما وصفناه ) . انتهى . ومقصوده ب ( أكثر الرواية أن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده ) روايتهم عن مفسري الدولة الأموية كالحسن البصري وعكرمة ، مقابل ( أقل الرواية ) عن رسول الله صلى الله عليه وآله التي غيبوها لأنها تقول إن المخاطب بها مثنى ! ! ففي تفسير الجلالين : ( ألقيا في جهنم ) أي : ألق ألق ، أو ألقين ، وبه قرأ الحسن