الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروني بمَ تخلفوني فيهما ) . انتهى . ولو فكرتَ في كلامه صلى الله عليه وآله لرأيت أنه لا يمكن تفسير قوله : ( وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ) ، إلا أن الله تعالى أخبره بأنه سيكون من عترته وذريته إمامٌ معصوم في كل عصر ، يواصل خط نبوته إلى يوم القيامة ! لماذا ألغت قريش أسرة النبي صلى الله عليه وآله ؟ وقد كان اختيار الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله من بطن بني هاشم أمراً صعباً على بطون قريش ، لأن معنى الإيمان به الاعتراف بزعامته وزعامة عشيرته ! وهو ما لا يقبله رؤساء بطون قريش حتى لو كان أمراً من الله تعالى ! وبهذا يجب أن نفسر وقوفهم ضد النبي صلى الله عليه وآله ومحاولاتهم قتله ، ومعاداتهم لعشيرته بني هاشم ومحاصرتهم في الشعب بضع سنين ، حتى يسلموهم محمداً فيقتلونه ! إن زعماء بطون قريش لم يكونوا يؤمنون بقضية اسمها قضية الآلهة ، أما مقولتهم ( إن محمداً سفه آلهتنا وأفسد شبابنا ) فليست إلا شعاراً في وجه الإسلام وبني هاشم ! وإلا فإنهم حاضرون لأن يضحوا بكل آلهتهم وأن يكسروا أصنامها بأيديهم ، بشرط أن تبقى الزعامة لهم ولا يسلبها منهم محمد ! لا يمكننا أن نفهم تاريخ الإسلام والمشركين إلا إذا وعينا أن محمداً صلى الله عليه وآله وعشيرته بنو هاشم كانوا عقدة العقد عند بطون قريش ، فقد عجزوا عن إخضاعهم بسبب أن زعيمهم القوي الشجاع أبا طالب استمات في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله ! وأن خططهم في قتل النبي صلى الله عليه وآله فشلت ، الواحدة تلو الأخرى !