المسألة : 21 مخالفتهم للمسلمين في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله والتوسل به أجمع المسلمون على استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله ، وقبور الأئمة من أهل بيته عليهم السلام ، وقبور المؤمنين والأولياء . . وعلى ذلك جرت سيرتهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، من صدر الإسلام إلى عصرنا هذا . لكن جاء ابن تيمية في القرن الثامن وخالف عامة المسلمين ، وقال لا يستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله ولاغيره ! وحكم بأن من نوى زيارته صلى الله عليه وآله ولو بخطوة ، ولو من داخل المسجد فهو عاص ! فإن كان ناوياً التوسل إلى الله بصاحب القبر فهو مشرك ، مهدور الدم ، واجب القتل ! قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 4 / 484 راداً على ابن تيمية ما نصه : ( فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلماً مصلياً على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب ، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته ، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه ، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط . فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه عشراً . ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة ، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع ، فهذا فعل حسناً وسيئاً ، فيُعَلَّم برفق والله غفور رحيم . فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء ، إلا وهو محب لله ولرسوله ، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار ، فزيارة قبره من أفضل القرب ، وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء ، لئن سلَّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه : ( لا تشدوا