المسألة : 38 حيلة ابن تيمية لتكفير المتوسلين وهدر دمائهم ! يتعمد ابن تيمية في مؤلفاته وكذا أتباعه ، يتعمدون الخلط بين مفهوم النداء ، والتوسل ، والاستشفاع ، والاستغاثة ، والدعاء ، والعبادة ! فيجعلونها كلها عبادة للمنادى ، والمتوسل به ، والمستشفع به ، والمستغاث به ! فعندما تقول : يا رسول الله أتوسل بك ، أو أستشفع بك ، أو أغثني ، يقولون لك إنك عبدته من دون الله تعالى ! والحيلة في كلام إمامهم أنه افترض مسبقاً أن المتوسل أو المستغيث بالنبي صلى الله عليه وآله ( يدعوه ) وجعل معنى : ( يدعوه ) ، يطلب منه بدل الطلب من الله تعالى ، لا أنه يطلب من الله بواسطته ! فيقول له : ها ، لقد اعترفت أنك دعوت الرسول والولي بدل الله تعالى ! فأنت إذن كافر ! وهذا من أسوأ أنواع المصادرة على المطلوب ، حيث يضع الحكم المختلف عليه في لفافة ويجعله جزءً من مقدمة مسلَّمة عند مخالفه ! مع أن المتوسل البرئ لم يَدْعُ النبي صلى الله عليه وآله بدلَ الله تعالى ! بل توسل به واستغاث به واستشفع به إلى الله تعالى ، لكرامته عند ربه ! ومثل ابن تيمية في ذلك كمثل شرطي رأى شخصاً يتوسل إلى رئيس مكتب الملك ، ليتوسط له عند الملك ! فقال له : إنك تعديت على شرعية الملك وجعلت رئيس مكتبه هو الملك ! فعملك هذا محاولة انقلاب يدخل في جرائم أمن الدولة الكبرى ، وتستحق به الإعدام ! ! وقد حاول أن يستدل على هذه المصادرة المفضوحة بأن المستغيث يطلب من الرسول صلى الله عليه وآله أو الولي ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، وهذا يستلزم أنه يؤلهه !