نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 50
فقد صرحت الآية المذكورة بتأثير الرياح في تحريك السحاب وسوقها . إن تعميم خالقية الله على جميع الظواهر الطبيعية لا يستلزم أبدا أن ننسب أفعال البشر القبيحة إلى الله تعالى ، لأن كل ظاهرة من الظواهر الكونية لكونها كائنا إمكانيا وإن كان مستحيلا أن ترتدي ثوب الوجود من دون الاستناد إلى القدرة ، والإرادة الإلهية الكلية . ولكن في مجال الإنسان يجب أن نضيف إلى ذلك ، أن الإنسان لكونه كائنا مختارا ، وموجودا ذا إرادة ، فهو يفعل أو يترك بإرادته واختياره بحكم التقدير الإلهي أي إن الله قدر وشاء أن يفعل الإنسان ما يريد فعله بإرادته ، ويترك ما يريد تركه بإرادته ، لهذا فإن اصطباغ الفعل البشري من حيث كونه طاعة أو معصية لله تعالى ناشئ من نوعية إرادته واختيار الإنسان نفسه . وبعبارة أخرى : إن الله واهب الوجود ، والوجود مطلقا مستند إليه ، ولا قبح في الأمر من هذه الناحية كما قال : * ( الذي أحسن كل شئ خلقه ) * ( 1 ) . ولكن جعل وجود هذا الفعل مطابقا أو غير مطابق لمعايير العقل والشرع ، نابع في الحقيقة من كيفية اختيار الإنسان وإرادته ، وعزمه . ولإيضاح المقصود نأتي بمثال : إن الأكل والشرب من أفعال الإنسان بلا ريب فيقال أكل فلان
1 . السجدة / 7 .
50
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 50