نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 352
وأغراضه السامية ، وبذلك أرسوا دعائم حضارة لا تزال البشرية مدينة لها ومستفيدة منها . ولقد كان للشيعة دور مؤثر في بناء صرح الحضارة الإسلامية الكبرى ، ويكفي تصفح الكتب المؤلفة في العلوم والحضارة الإسلامية لنرى كيف تلمع فيها أسماء علماء الشيعة ومفكريهم . ففي مجال الآداب العربية والعلوم الإنسانية يكفي أن نعرف أن الإمام عليا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو مؤسسها الأول ، وأن تلميذه أبا الأسود الدؤلي هو الذي عمل على توسعتها وتدوينها . وقد واصل علماء الشيعة بعد ذلك الجهود الحثيثة في سبيلها ، وذلك نظراء المازني ( المتوفى 248 ه ) وابن السكيت ( المتوفى 244 ه ) وأبي إسحاق النحوي ( من أصحاب الإمام الكاظم ) وخليل ابن أحمد الفراهيدي مؤلف كتاب " العين " ( المتوفى 170 ه ) وابن دريد مؤلف كتاب " الجمهرة " ( المتوفى 321 ه ) والصاحب بن عباد مؤلف كتاب " المحيط " ( المتوفى 386 ه ) وغيرهم من آلاف الأدباء الشيعة الذين كان كل واحد منهم قطبا من أقطاب اللغة ، والنحو ، والصرف ، أو الشعر ، وعلم العروض في عصره . وفي علم التفسير فالمرجع الأول لتفسير القرآن بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومن بعدهم عبد الله بن عباس ( المتوفى 68 ه ) وغيرهم من تلامذة أهل البيت ، وقد ألف علماء الشيعة طوال أربعة عشر قرنا مئات التفاسير المتنوعة حجما وكيفا ومنهجا ، وقد كتبنا مقالا مفصلا حول تأليف الشيعة في
352
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 352