نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 274
ويقول في آية أخرى : * ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) * ( 1 ) . إن المفسرين المسلمين يتفقون - عند ذكر وتفسير هاتين الآيتين - على أن أصل " التقية " أصل مشروع . ومن طالع - ولو على عجل - ما جاء في التفسير والفقه الإسلامي في هذا المجال عرف بوضوح أن أصل " التقية " من الأصول الإسلامية ، ولا يمكن تجاهل الآيتين المذكورتين أعلاه ، ولا عمل مؤمن آل فرعون في كتمان إيمانه ( 2 ) وإنكار " التقية " بالمرة . والجدير بالذكر أن آيات " التقية " وإن وردت في مجال التقية من الكافر إلا أن الملاك ( وهو حفظ نفس المسلم وماله وعرضه في الظروف الحساسة والخطيرة ) لا يختص بالكفار ، فلو استوجب إظهار الشخص لعقيدته ، أو العمل وفقها عند المسلمين ، خوف ذلك الشخص على نفسه أو ماله أو عرضه أي احتمل بقوة تعرضها للخطر من جانب المسلمين ، جرى في المقام حكم " التقية " أي جاز له التقية من المسلمين كما جاز له التقية من الكفار ، وذلك لوحدة العلة والملاك ، وتحقق الأمر الموجب للتقية .
1 . آل عمران / 28 . 2 . لاحظ غافر / 28 .
274
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 274