نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27
فإذا كان الفاعل منزها عن أي نقص من حيث الصفات الوجودية ، كان فعله كذلك عاريا عن أي نوع من أنواع النقص والعيب . وحيث إن الله تعالى يوصف بكل الكمالات الوجودية على وجهها الأتم الأكمل يكون فعله أيضا - وبطبيعة الحال - أكمل فعل وأفضله . هذا مضافا إلى أن كون الله حكيما يقتضي ما دام خلق العالم الأحسن ممكنا ، أن لا يوجد غيره . والجدير بالذكر أن ما في العالم الطبيعي مما يسمى بالشرور لا ينافي النظام الأحسن للوجود ، وتوضيح هذه النقطة سيأتي في أبحاث " التوحيد في الخالقية " . الأصل الثاني عشر : الحكمة في خلق الكون حيث إن العالم مخلوق لله الذي هو الحق المطلق وفعله ، فإن مصنوعه كذلك حق ويتسم بالحكمة ، فلا مجال للعبثية واللا هدفية فيه . وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الموضوع في آيات عديدة نذكر واحدة منها هنا : * ( ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ) * ( 1 ) . على أن غاية هذا العالم والإنسان إنما تتحقق عندما تقوم القيامة ، كما قال الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : " فإن الغاية القيامة " . ( 2 )
1 . الأحقاف / 3 . 2 . نهج البلاغة ، الخطبة 190 .
27
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27