نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 252
ويستفاد من الآيات السابقة أن أعمال الإنسان القبيحة ، لا تزيل أعماله الصالحة ولا تقضي عليها ، ولكن يجب أن نعلم في نفس الوقت أن الذين يرتكبون بعض الذنوب الخاصة كالكفر والشرك ، أو يسلكون سبيل الإرتداد سيصابون بالحبط ، أي أن أعمالهم الصالحة تحبط وتهلك ، ويلقون في الآخرة عذابا أبديا كما يقول سبحانه : * ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) * ( 1 ) . ونظرا إلى ما قلناه فإن كل إنسان مؤمن سيرى ثواب أعماله الصالحة في الآخرة خيرا كانت أو شرا ، إلا إذا ارتد ، أو كفر ، أو أشرك ، فإن ذلك سيأتي على أعماله الصالحة ويقضي عليها - كما دل على ذلك الكتاب والسنة - . وفي الختام لا بد من التذكير بالنقطة التالية وهي : أن الله سبحانه وتعالى وإن وعد المؤمنين بالثواب على أعمالهم الصالحة ، وفي المقابل أوعد على الأعمال السيئة ، ولكن " الوعد " و " الوعيد " هذين يختلف أحدهما عن الآخر - في نظر العقل - لأن العمل بالوعد أصل عقلي ، والتخلف عنه قبيح ، لأن في التخلف عنه تضييعا لحق الآخرين ، وإن كان هذا الحق مما أوجبه الواعد ، نفسه على نفسه ، وهذا بخلاف الوعيد فهو حق للموعد وله الصفح عن حقه والإعراض عنه ولهذا لا مانع من أن تستر بعض الأعمال الصالحة الحسنة قباحة بعض الأعمال السيئة وهو ما
1 . البقرة / 217 .
252
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 252