نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 246
عند الله إشفع لي عند الله ؟ الجواب هو : أن هذا الموضوع كان محل اتفاق وإجماع بين جميع المسلمين إلى القرن الثامن ، ولم ينكره إلا أشخاص معدودون من منتصف القرن الثامن ، حيث خالفوا طلب الشفاعة من الشفعاء المأذون لهم ، ولم يجوزوه في حين أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المعتبرة ، وسيرة المسلمين المستمرة تشهد جميعها بجوازه ، وذلك لأن الشفاعة هو دعاؤهم للأشخاص ومن الواضح أن طلب الدعاء من المؤمن العادي ( فضلا عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) أمر جائز ومستحسن ، بلا ريب . ولقد روى ابن عباس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما يستفاد منه بوضوح بأن شفاعة المؤمن هو دعاؤه في حق الآخرين فقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " ( 1 ) . ومن البديهي والواضح أن شفاعة أربعين مؤمن عند الصلاة على الميت ليس سوى دعاؤهم لذلك الميت . ولو تصفحنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أن الصحابة كانوا يطلبون الشفاعة من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فها هو الترمذي يروي عن أنس بن مالك أنه قال : سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة فقال : أنا فاعل .
1 . صحيح مسلم : 3 / 54 .
246
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 246