نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 146
في عصر نزول القرآن الكريم كان أول ما سحر عيون العرب ، وحير أرباب البلاغة والفصاحة منهم جمال كلمات القرآن ، وعجيب تركيبه ، وتفوق بيانه ، الذي يعبر عن ذلك كله بالفصاحة والبلاغة . إن هذه الخصوصية كانت بارزة ومشهودة للعرب يومذاك بصورة كاملة ، ومن هنا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - بتلاوة آيات الكتاب ، مرة بعد أخرى ، وبدعوته المكررة إلى مقابلته والإتيان بمثله إن استطاعوا - يدفع عمالقة اللغة والأدب ، وأبطال الشعر ورواده ، إلى الخضوع أمام القرآن ، والرضوخ لعظمة الإسلام ، والاعتراف بكون الكلام القرآني فوق كلام البشر . فها هو " الوليد بن المغيرة " أحد كبار الشعراء والبلغاء في قريش يقول - بعد أن سمع آيات من القرآن الكريم تلاها عليه رسول الإسلام ، وطلب منه أن يبدي رأيه فيها - : " ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى " ( 1 ) . وليس " الوليد بن المغيرة " هو الشخص الوحيد الذي يحني رأسه إجلالا لجمال القرآن الظاهري ، ولجلاله المعنوي ، بل ثمة بلغاء غيره من العرب مثل : " عتبة بن ربيعة " و " الطفيل بن عمرو " أبدوا كذلك عجزهم تجاه القرآن ، واعترفوا بإعجاز القرآن الأدبي . على أن العرب الجاهليين نظرا لتدني مستوى ثقافتهم لم يدركوا من القرآن الكريم إلا هذا الجانب ، ولكن عندما أشرقت شمس الإسلام على
1 . مستدرك الحاكم 2 / 50 .
146
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 146