نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 66
وقال السيد الطباطبائي في « ميزانه » : ( تدل على انّ النوع الانساني يتضمن طائفة قليلة أو كثيرة مهتدية حقيقة ، إذ الكلام في الاهتداء والضلال الحقيقيين المستندين إلى صنع الله ومن يهد الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ، والاهتداء الحقيقي لا يكون الا عن هداية حقيقية ، وهي التي لله سبحانه ، وقد تقدم في قوله تعالى : ( فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلّنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين ) [1] ، وغيره . ان الهداية الحقيقية الإلهية لا تتخلف عن مقتضاها بوجه ، وتوجب العصمة من الضلال ، كما ان الترديد الواقع في قوله تعالى : ( أفمن يهدي إلى الحق أحقُّ أن يُتَّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يُهدى ) [2] . يدل على انّ من يهدي إلى الحقّ يجب أن لا يكون مهتدياً بغيره إلاّ بالله . وعلى هذا فإسناد الهداية إلى هذه الأُمّة لا يخلو عن الدلالة على مصونيتهم من الضلال ، واعتصامهم بالله من الزيغ إمّا بكون جميع هؤلاء المشار إليهم بقوله : ( أُمّة يهدون بالحق ) متصفين بهذه العصمة والصيانة كالأنبياء والأوصياء ، وإما تكون بعض هذه الأُمّة كذلك ، وتوصيف الكل بوصف البعض نظير قوله تعالى : ( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ) [3] ، وقوله تعالى : ( وجعلكم ملوكاً ) [4] ، وقوله : ( لتكونوا
[1] سورة الانعام : 4 / 89 . [2] سورة يونس : 10 / 35 . [3] سورة الجاثية : 45 / 16 . [4] سورة المائدة : 5 / 20 .
66
نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 66